العدد 1600 /7-2-2024
أيمن حجازي

مازال الموفدون الأجانب ييممون شطر العاصمة اللبنانية دون كلل ولا ملل ، ومعظمهم ينشغل بالوضع الجنوبي ونقل الرسائل والتهديدات الصهيونية الى الجانب اللبناني من اجل ردع حزب الله ووضع حد لنشاطه العسكري الداعم للمقاومة الفلسطينية في حرب غزة . ويحاول بعض هؤلاء الرسل رفع يافطة معالجة الشغور الرئاسي اللبناني ليظلل بها تحركاته المكوكية في العاصمة اللبنانية . وكان وزير الخارجية الفرنسية آخر الموفدين الذين حطوا رحالهم في بيروت ، بعد ان أمتنع الموفد الرئاسي الفرنسي لودوريان عن زيارتنا منذ بضعة أشهر وبعدما وسمت تحركاته بالفشل المتكرر وبأنها كانت بمثابة زرع لم ينبت شيئا واضحا في مسيرة البحث عن الرئيس اللبناني المفقود .

وتصدر السفير السعودي في لبنان وليد البخاري تحرك اللجنة الخماسية التي تحرك سفراء دولها بإتجاه رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي أكد أنه لم يسمع من أحد من الموفدين الأجانب موقفا سلبيا من ترشيح سليمان فرنجية لسدة الرئاسة اللبنانية . وقد شهدنا في الأسبوعين الماضيين بعض الطروحات التي تشي بأرجحية فرنجية نتيجة الوضع السائد في المنطقة والتقدم السياسي لقوى المقاومة التي دعمت موقعها من خلال صمود غزة الأسطوري في الأشهر الأربعة الماضية . ويجنح البعض في الحديث الإتهامي عن مقايضة بين الرئاسة وبين الهدوء على الجبهة اللبنانية - الصهيونية تدفع الأمور نحو الإتيان بسليمان فرنجية رئيسا للجمهورية اللبنانية مقابل تهدئة الجبهة اللبنانية وإطفاء نارها . ويجزم آخرون أن هناك حاجة دولية لسليمان فرنجية في قصر بعبدا ، حتى يتمكن هذا الخارج وفي مقدمته الأمريكي والأوروبي من التخاطب مع حزب الله ودرء مخاطر الصدامات المستقبلية المفترضة بين الكيان الصهيوني والمقاومة اللبنانية . وهذا ما سيؤدي إن هو حصل الى توجيه ضربة سياسية مؤلمة الى قوى اليمين اللبناني التي كانت منضوية تحت لواء معسكر الرابع عشر من أذار . وهي قوى خاضت في العقدين السابقين مواجهات سياسية محتدمة مع حزب الله والقوى الحليفة لسوريا في لبنان ، وهي تعارض اليوم وصول سليمان فرنجية الى الرئاسة اللبنانية لإنتمائه الى الفريق المساند لحزب الله . وبات من المسلم به ترابط الوضع اللبناني ( الكثير التأثر بالوضعين الإقليمي والدولي ) بالمعركة الفاصلة التي تشتعل في قطاع غزة والتي بلغت ذروتها المفضية الى نتيجة حاسمة وفق مشاريع وطروحات الهدنة المفترضة بين الكيان الصهيوني وحركة حماس . وهنا تكمن الحقيقة التي تمنح تحركات اللجنة الخماسية بعض الجدية ، وهي لجنة تضم القوى الدولية العارفة والمساهمة في مساعي الهدنة المشار اليها في حال حصولها . علما أن معظم المراقبين يرجحون عدم توافر فرص نجاح أمام هذه اللجنة الخماسية لأسباب شتى .

بعض أطراف اللجنة الخماسية يوحون أنهم في سباق مع هدنة غزة المفترضة ، كي ياتي إنهاء الشغور الرئاسي اللبناني كحدث يعقب هذه الهدنة إن هي أبصرت النور . وأنا هنا لا اقول أن يحيى السنوار بات ناخبا مراقبا في الإنتخابات الرئاسية اللبنانية حتى لا أتهم بالسعي الى توطين الفلسطنيين في الوطن اللبناني الحبيب . معاذ الله . ولكن الحقائق تبقى أكبر من كل نفي وإنكار .

أيمن حجازي