العدد 1596 /10-1-2024

تضاعفت حدة المواجهة الميدانية على الحدود اللبنانية - الفلسطينية المحتلة بين الجيش الصهيوني والمقاومة اللبنانية ، حيث تم استهداف مواقع عسكرية اسرائلية قيادية في مواقع أكثر عمقا بلغت مدينة صفد وجبل الجرمق في مقابل استهداف عدد من المقاومين العاملين في الميدان على أرض الجنوب اللبناني . وتضاعفت الخشية من حصول تدهور عسكري أكبر يقود الى حرب مفتوحة على نسق حرب صيف ٢٠٠٦ . وهذه الخشية لا توجد عند اللبنانيين فقط ، بل إنها خشية أميريكية وصهيونية مشتركة يتم التعبير عنها بأشكال مختلفة أهمها تتالي الجهود الأميريكية والأوروبية ( المدارة أميريكيا ) للحؤول دون انفجار أكبر مما هو حاصل حاليا على الجبهة اللبنانية الصهيونية .

فالإدارة الأميريكية ما فتئت تسعى الى بذل الجهود وتشجيع الأوروبيين وحلفائها العرب من أجل ضبط هذا الوضع لأنها ترى مضار كبيرة لسياساتها من جراء الدخول اللبناني المقاوم على خط المعركة التاريخية الكبرى الناشبة في قطاع غزة . ولا يبدو أن واشنطن تثق بقدرة الكيان الصهيوني على مواجهة الحرب الشاملة على جبهتين في لبنان وغزة . هذا في الوقت الذي ترتفع فيه أصوات عدة داخل المؤسسات الصهيونيةلتشاطر الأميريكيين رأيهم على هذا الصعيد . وذلك على الرغم من تهديد القادة الصهاينة على تحويل بيروت الى ركام شبيه بالركام الغزاوي الذي أنجزته الأسلحة الجويةالأميريكة - الصهيونية ضد المدنيين وفشلت في تحقيق ما يشابهه في الحرب البرية التي هزمت فيها اسرائيل شر هزيمة . وعلى الرغم من الجهود المكثفة التي بذلت من الأمريكيين والأوروبيين لوقف الإستنزاف الصهيوني على جبهة لبنان ، فإن الربط بين الجبهتين اللبنانية والغزاوية بقي وثيقا حيث رفضت المقاومة اللبنانية رفضا باتا إيقاف العمل العسكري اللبناني المقاوم قبل إيقاف العدوان الصهيوني على غزة . وبدت المتاعب التي تواجه الأميريكيين متعددة من جراء التحركات اليمنية التي تكاد تعطل الملاحة الدولية في البحر الأحمر . وهي قد أصابت الكيان الصهيوني بأضرار إقتصادية بالغة من جراء إستهداف السفن المتجهة نحو الكيان الصهيوني . وبرز في هذا المجال تصريح لرئيس بلدية إيلات قال فيه أن مدينته خالية من الحركة بعد أن كانت مركزا سياحيا وإقتصاديا فاعلا في الشرق الأوسط . كما أن التحركات الأمنية والعسكرية العراقية التي استهدفت القواعد الأميريكية في العراق وسوريا قد أزعجت واشنطن خصوصا أنها جاءت مشفوعة بمطالبة واضحة من الحكومة العراقية بإنسحاب الأميريكيين من العراق . وقد سجل ارتفاع في حجم الإستهداف الصهيوني للمقاومين اللبنانيين على أرض الجنوب اللبناني بعد جريمة اغتيال القائد صالح العاروري . في محاولة صهيونية دؤوبة لتحقيق إنجاز ما يحمله نتن ياهو الى الجمهور الصهيوني في مواجهة الخيبات الأليمة التي تصيب الجيش الصهيوني في شمال غزة وجنوبها . وتتضاعف هذه الخيبات عندما يرى الصهاينة استمرار تهاطل الصواريخ الفلسطينية على تل أبيب وغيرها من المدن الإسرائيلية التي تقصف رغم وقوع قطاع غزة تحت وطأة الهجمة العسكرية الصهيونية المتوحشة .

هل صحيح أن الحرب ستستمر لأشهر عديدة كما يروج القادة الصهاينة أم أن الأمر ينطوي على تهويل يستبطن السعي الحثيث نحو هدنة ما تجد لها حلا متدرجا لتبادل الأسرى . ولا بد لهذا الحل أن يحتوي على ثمن باهظ تدفعه الدولة الصهيونية ويقضي بتبييض السجون الصهيونية من الأسرى الفلسطينيين الأبطال . ثمة حقائق سياسية كبرى يدركها وزير الخارجية الأميريكية بلينكن والموفد الرئاسي الأميريكي هوكشتاين ، تتمحور حول وجود إرادة جديدة اسلامية - عربية فلسطينية - لبنانية ... لا يمكن أن تكسر أو أنه لا يمكن تجاوزها في أي حال من الأحوال . ولا بد للشعب اللبناني أن يكون على مستوى هذه الإرادة السامية المخضبة بالدماء والعابقة بأريج العزة والكرامة والتحرر .

أيمن حجازي