العدد 1607 /27-3-2024
قاسم قصير

تتابع الأوساط الدبلوماسية في بيروت وفي بعض العواصم الغربية التطورات في لبنان والحرب على قطاع غزة ولا سيما بعد صدور قرار مجلس الأمن بالدعوة لوقف إطلاق النار وعدم استعمال أميركا لحق النقض والرفض الإسرائيلي لهذا القرار.

فكيف تنظر هذه الأوساط الدبلوماسية لهذه التطورات السياسية ولاستمرار الحرب على قطاع غزة؟ وما هي الانعكاسات على الوضع اللبناني؟ وكيف تقيم الأوساط الدبلوماسية أداء حزب الله وقوى المقاومة في مواجهة التصعيد الإسرائيلي؟ وكيف يتجنب لبنان المخاطر القادمة داخليا وخارجيا؟.

حول الحرب على غزة وقرار مجلس الأمن

بداية كيف تقرأ الأوساط الدبلوماسية التطورات الجارية على صعيد الحرب على قطاع غزة؟ وما هي دلالات ومفاعيل قرار مجلس الأمن حول الدعوة لوقف إطلاق النار وعدم استعمال أميركا لحق النقض؟

تعتبر الأوساط الدبلوماسية: إن الحرب على غزة هدفها الأساسي القضاء على قوى المقاومة وفي مقدمتها حركة حماس، وأن الإسرائيليين لن يقبلوا بوقف الحرب دون تحقيق هذا الهدف رغم ما يواجهونه من مقاومة شرسة وصمود للشعب الفلسطيني، وان الإسرائيليين استفادوا من الدعم الأميركي والصمت العربي الرسمي على حرب الإبادة ولذلك واصلوا الحرب، وأنه رغم صدور بعض المواقف الدولية المنددة بالحرب فإنها لم تستطع وقفها ووقف إبادة الشعب الفلسطيني، وان أية دولة أو مؤسسة دولية تحاول إصدار مواقف متضامنة مع الشعب الفلسطيني تتعرض لضغوط قوية من الكيان الصهيوني واللوبيات اليهودية في العالم.

وحول القرار الأخير لمجلس الأمن والموقف الأميركي تشير الأوساط الدبلوماسية: إن هذا القرار مهم على الصعيد السياسي والدبلوماسي، وان عدم استعمال أميركا لحق النقض الفيتو ضد القرار يشير لبداية وجود تباين في المواقف بين أميركا والكيان الصهيوني حول الاستمرار في الحرب، وذلك بسبب الضغوط التي تتعرض لها الإدارة الأميركية داخليا وخارجيا، لكن في الوقت نفسه تستمر أميركا بتقديم الدعم العسكري للكيان الصهيوني وتتبنى مواقفه في القضاء على حركة حماس، وان المهم ليس صدور القرار فقط بل كيفية تطبيقه.

وتعتبر هذه الأوساط: إن الأيام المقبلة ستكون حاسمة بشأن مستقبل الحرب خصوصا في حال واصل الكيان الصهيوني الحرب وعمد لاقتحام مدينة رفح مما يعني أننا سنكون أمام تصعيد كبير ولا أحد يستطيع تحديد الأفق الذي ستصل إليه التطورات الميدانية في المرحلة المقبلة.

التطورات على الجبهة اللبنانية

لكن كيف تقرأ هذه الأوساط التطورات على الجبهة اللبنانية وأداء حزب الله وقوى المقاومة؟ واي مستقبل للبنان في المرحلة المقبلة؟

تجيب الأوساط الدبلوماسية: إنه رغم تطور الهجمات الإسرائيلية على لبنان واستمرار حزب الله وقوى المقاومة بالعمليات عبر الجبهة الجنوبية، فإنه يمكن القول إنه لا زلنا في مرحلة يمكن السيطرة عليها، وان أداء حزب الله وقوى المقاومة يتصف بالعقلانية ورفض الانجرار إلى الحرب الواسعة والتي يسعى إليها الكيان الصهيوني، لكن ذلك لا يلغي المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها لبنان في المرحلة المقبلة في ظل استمرار التصعيد الإسرائيلي والتهديد بتنفيذ عملية عسكرية واسعة ضد لبنان، وهذا يتطلب الحذر والانتباه.

وحول مستقبل الوضع اللبناني تؤكد هذه الأوساط: إن لا خيار أمام اللبنانيين سوى الحوار الداخلي والتوصل إلى تسوية شاملة لحماية الوحدة الداخلية وانتخاب رئيس جديد للجمهورية وإعادة انتظام عمل المؤسسات الدستورية، لان عدم التوصل إلى تسوية داخلية فإن ذلك سيعرض لبنان لمخاطر كبيرة في ظل الخلافات الداخلية حول مختلف المواضيع ولا سيما الموقف من الحرب على غزة ومشاركة حزب الله في هذه الحرب.

وتعتبر هذه الأوساط: إن هناك مسؤولية كبيرة على حزب الله وحلفائه في عملية انتخاب رئيس جديد للجمهورية عبر السعي للوصول إلى خيارات رئاسية جديدة وكذلك ضرورة تجاوب قوى المعارضة مع الدعوات إلى الحوار، لأنه لا بديل عن الحوار والتسوية الداخلية، وإلى فسيكون لبنان معرضا في المرحلة المقبلة لمخاطر كبيرة خصوصا إذا استمرت الحرب على قطاع غزة وتصاعدت التطورات العسكرية على كل الجبهات، مما قد يمهد لعملية عسكرية إسرائيلية تستهدف لبنان.

فهل سينجو لبنان من المخاطر المقبلة؟ وهل تستجيب الأطراف الداخلية للدعوات للحوار والتسوية؟ أو أننا ذاهبون إلى التصعيد والمخاطر الكبرى على لبنان والمنطقة؟

قاسم قصير