العدد 1609 /17-4-2024
قاسم قصير

عاش لبنان واللبنانيون تطورات خطيرة داخلية وخارجية خلال الاسبوع الاخير وكلها فتحت الباب امام سؤال خطير : الى اين يتجه الوضع اللبناني؟ وهل نعود الى اجواء الحرب الاهلية وعودة لبنان كساحة للصراعات الخارجية؟ او ينجح لبنان واللبنانيون والقيادات السياسية والجزبية في تجنيب لبنان المخاطر القادمة واستعادة الهدوء ؟.

فما هي الاحداث والتطورات الداخلية والخارجية التي وضعت لبنان في دائرة الخطر ؟ وهل سينجو لبنان واللبنانيون من المخاطر القادمة؟

التطورات الداخلية

عاش لبنان واللبنانيون خلال الاسبوع الاضي احداثا خطيرة جدا بدات بخطف وقتل مسؤول القوات اللبنانية في جبيل باسكال سليمان واستكملت بعملية استدراج المصرفي محمد سرور الى بيت مري وتعذيبه وقتله .

فعلى صعيد القضية الاولى وهي خطف وقتل باسكال سليمان فقد عاش اللبنانيون اجواء خطيرة في ظل التهديدات والاتهامات التي وجهت لبعض الجهات الطائفية والحزبية قبل اكتشاف المجموعة التي تولت خطف وقتل سليمان وافرادها من النازحين السوريين ، مما ادى الى ردود فعل سلبية طالت بعض السوريين الابرياء في بعض المناطق اللبنانية.

وقد عمد بعض الاشخاص المؤيدين للقوات اللبنانية او حزب الكتائب الى توجيه الاتهام لبعض العائلات والقرى الشيعية في بلاد جبيل والدعوة لاقتحامها ، كما وجهت اتهامات مباشرة وغير مباشرة من بعض الشخصيات السياسية والحزبية الى حزب الله واعتباره مسؤولا عن جرائم الخطف والقتل ورفعت خلال مسيرة تشييع باسكال سليمان شعارات تتهم الحزب بالارهاب .

لكن مساعي قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون ومخابرات الجيش اللبناني وشعبة المعلومات وبدعم وتنسيق مع المسؤولين في حزب الله والمسؤولين السوريين تم اكتشاف المجموعة التي تولت تنفيذ العملية لاسباب شخصية او مالية مما ادى الى ضبط ردود الفعل وتدخل البطريرك الماروني مار بشارة الراعي وزوجة الفقيد وعائلته ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الداخلية بسام المولوي وقيادات سياسية ودينية عديدة لمنع تدهور الاوضاع وحصر الملف ضمن التحقيق الرسمي.

واما جريمة استدراج وخطف محمد سرور فقد وجهت الاتهامات للموساد الاسرائيلي كونه كان موضوعا على لائحة الارهاب الاميركي ومتهما بارسال اموال لحركة حماس ، واذا صحت مسؤولية الموساد عن هذه الجريمة فهذا يؤكد حجم الاختراق الاسرائيلي للوضع اللبناني الداخلي وانتشار شبكات الموساد في لبنان والتي تعمل لجمع المعلومات عن المقاومة او تعمل لتنفيذ عمليات امنية او تنشط عبر وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي من اجل التحريض على المقاومة وجزب الله او اثارة الفتنة الطائفية والمذهبية.

وهذه الاحداث تكشف خطورة الوضع اللبناني وقابليته للاشتعال في اية لحظة في ظل استمرار التحريض السياسي والدعوات للمواجهة.

التطورات الخارجية

اما على الصعيد الخارجي ، فقد عاش لبنان ودول المنطقة وكل العالم أياما صعبة في ظل التحضيرات الايرانية العسكرية للرد على العدو الاسرائيلي بعد استهداف القنصلية الايرانية ومجموعة الحرس الثوري الايراني في دمشق ، وكان اللبنانيون وكل العالم ينتظرون طبيعة الرد الايراني العسكري الى ان تم تنفيذ العملية الايرانية ليل السبت – الاحد الماضي ( 13 و14 نيسان ) وكان الخوف الكبير ان تمتد العملية الى لبنان ومشاركة حزب الله بقصف الكيان الصهيوني ، لكن العملية انتهت من خلال تولي ايران الرد مباشرة دون تدخل حزب الله وبقيت تداعيات العملية محدودة في ظل ضغوط دولية واقليمية لمنع تدهور الاوضاع .

لكن العالم لا يزال ينتظر الرد الاسرائيلي وهناك تخوف كبير ان يعود الكيان الصهيوني لتوجيه التهديدات الى لبنان او تنفيذ عملية عسكرية واسعة ضد لبنان وحزب الله.

وبانتظار وضوح الرؤية اقليميا ودوليا والتوصل الى وقف لاطلاق النار في غزة وايجاد ترتيبات لوقف اطلاق النار على الجبهة الجنوبية سيظل لبنان يواجه مخاطر داخلية وخارجية ، عصوصا في ظل استمرار الازمة الرئاسية وعدم انتخاب رئيس للجمهورية وتفاقم الخلافات بين الاطراف اللبنانية حول العديد من الملفات السياسية والداخلية.

فهل سينجو لبنان هذه المرة من مخاطر الحرب الاهلية والصراعات الخارجية ؟ او سنعود مرة اخرى ساحة لهذه الصراعات كما حصل في العام 1958 وفي العام 1975 وفي اعوام اخرى؟

قاسم قصير