العدد 1577 /30-8-2023

دأبت بعض وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية على نشر مقالات وتقارير تطال الجماعة الإسلامية، وتسُوق فيها مجموعة من المغالطات والافتراءات التي تهدف فيما تهدف إليه تشوية صورة الجماعة أمام الرأي العام اللبناني لإخافته، وإيجاد فجوة بين الجماعة وبيئتها الحاضنة حتى تبقى هذه البيئة تعيش حالة من الفراغ والضياع والانقسام، ومن أمثلة ذلك :

الحديث عن تموضع الجماعة واصطفافها داخلياً أو خارجياً في محاور معيّنة، والجماعة أكّدت وتؤكّد على الدوام أنّها خارج أيّ اصطفاف، وأنّها مستقلّة منحازة للقضايا الوطنية، العربية والإسلامية المُحقّة، وقراراتها ومواقفها تصدر عن قناعة تامة منها، وعن مؤسساتها ووفق الآليات المعمول بها.

اتهام الجماعة ضمناً بالعمل على الإضرار بالمصالح الوطنية، وهذا يتنافى كلّياً مع مواقف وتحركات الجماعة التي تحرص وتؤكّد دائماً على قيام الدولة، دولة المؤسسات، وعلى احترام والتزام الدستور والقانون، وترفض الجماعة أيّ عملي يهدف إلى الإخلال بذلك أو يرنو إلى هدم الدولة ومؤسساتها. وأمّا فيما يتصل بالحديث عن الإعداد لمواجهة أيّ عدوان صهيوني على لبنان، فإنّ الجماعة كانت وما تزال في صلب التصدّي لأيّ عدوان، وتعتبر ذلك جزءاً من واجبها وحقّها الذي كفله الدستور والقانون، وتذكّر أنّها لطالما دعت إلى اعتماد استراتيجية دفاعية تستفيد من المقاومات المتعدّدة التي قدّمت للبنان، وبما يخدم الصالح الوطني العام.

الحديث عن انقسامات داخل الجماعة، وهي انقسامات متوّهمة في عقول مطلقيها، أو هي من تخيّلاتهم وأمانيهم التي ستظلّ تشغل عقول مطلقيها دون أن تجد لها آذاناً صاغية، فالعمل المؤسسي هو الذي يسيّر الجماعة ويحكم أداءها.

تحترم الجماعة حرية الرأي والإعلام، لكنّها تأمل من الوسائل الإعلامية، سيّما التي تطال الجماعة في مقالاتها، أن تتحلّى بالمسؤولية والمناقبية، وتؤكّد الجماعة أنّها مستعدّة للتعاون الإيجابي مع كلّ ما يخصّها ويعنيها، وأروقتها تتسع لأيّ نقاش موضوعي حرّ.

وأخيراً ستمضي الجماعة قُدماً نحو غاياتها الكبرى، يظلّلها شعار المرحلة : "نماء وانتماء .. ريادة وإصلاح".