العدد 1590 /29-11-2023
أيمن حجازي

النجدة الفرنسية القطرية للساحة اللبنانية هي ما يمكن إطلاقه على الحركة الديبلوماسية التي يقوم بها الموفدين القطري والفرنسي جان إيف لودريان وجاسم بن فهد آل ثاني . وحيث لم يعتقد أحدا من المراقبين أن الفرصة متاحة دوليا وإقليميا للإلتفات الى المعضلة اللبنانية في ظل المواجهة الكبرىالقائمة على أرض غزة وما تتضمنه من مجازر صهيونية قبيحة .

ثمة معطيات هامة دفعت بالقطريين والفرنسيين الى فتح الملف اللبناني الذي حجب بالنار الفلسطينية ، ومن ضمن هذه المعطيات وفق التصريح الرئاسي الفرنسي هو الوضع القائم في جنوب لبنان المنجذب نحو الميدان الغزاوي الملتهب والخشية من تطور هذا الوضع الى تصعيد إقليمي انطلاقا من الجبهة اللبنانية وإستنادا الى الجريمة الصهيونية المرتكبة في غزة . وعلى الرغم من أن النائب الجنبلاطي بلال عبدالله لا يرى معطيات جدية تسمح بتحريك ملف الشغور الرئاسي فإن القوى السياسية اللبنانية جميعها تشرأب بأعناقها لمعاينة الفرصة الفرنسية المتاحة في موضوع الشغور الرئاسي . ويلاحظ هنا أن هناك تناسقا او تناغما حراكيا فرنسي - قطريا خلافا لما يمكن ان يقال عن تنافس مستبعد بين باريس والدوحة في هذا المجال . وما يزيد من جدية هذا الحراك ان الموفد الفرنسي لودريان قد تباحث بالوضع اللبناني مع نزار العلاولة الذي بات معنيا بالملف اللبناني في الإدارة السياسية السعودية وفق ما تفيد كافة المعطيات الواردة من المملكة العربية السعودية . ومما لا شك فيه أن هذا التباحث الفرنسي - السعودي يشي بأن واشنطن ليست بعيدة عن هذا الحراك أو بالحد الأدنى غير معترضة عليه .

1وكان في ما سلف من أشهر الشغور الرئاسي ، ترتبط المساعي القطرية على الساحة اللبنانية بالدفع باتجاه ترشيح العماد جوزف عون على سدة الرئاسة اللبنانية الأولى في حين ترافقت المساعي القطرية الحالية مع طرح مروحة رباعية من الأسماء يأتي من ضمنها العماد جوزف عون واللواء البيسري مدير عام الأمن العام والوزير السابق زياد بارود والنائب نعمة افرام . ولا يبدو أن المصريين بعيدين عن الحراط الفرنسي القطري المنسق وبذلك يكتمل نصاب الحضور الخماسي للجنة الخماسية الطيبة الذكر التي قيل منذ أشهر أنها منتدبة إقليميا ودوليا على الوضع اللبناني المتهالك

او المترهل ... لا فرق في ذلك .

هل ينتج هذا الحراك الفرنسي - القطري شيء ما في الساحة اللبنانية ؟

يبدو أن العقم الرئاسي اللبناني إن هو استمر على ما هو عليه ولم تجدي معه العقاقير الفرنسية والقطرية المنسقة ، فإن هذا الحراك الفرنسي - القطري المشار اليه ينبغي أن ينتج شيئا ما على صعيد السعي لعدم إلتحاق الجبهة اللبنانية - الصهيونية بالسخونة القائمة على جبهة غزة . وفي ذلك تحقيق لهدف أوروبي - أمريكي - عربي رسمي عام وشامل وهو في نفس الوقت هدف إسرائيلي واضح يرمي الى عدم تمكين الشعب اللبناني من مساندة الشعب الفلسطيني في غزة . وهي مساندة حتى الآن بدت متعقلة ومتوازنة تحرص على التوفيق ما بين الداخل اللبناني المتفسخ وبين الإلتزام العربي والإسلامي والإنساني مع المقاومة الفلسطينية في غزة خصوصا وفي فلسطين عموما . وحيث يدرك الجميع ان الجبهة اللبنانية المفتوحة بانضباط عل المواجهة مع الإحتلال الصهيوني ، تمثل ركنا أساسيا في المحور العربي الإسلامي الداعم لغزة . وان تطور الأمور على هذه الجبهة اللبنانية يحمل في طياته ( وفق الحسابات الغربية والأميركية ) مخاطر جمة قد تقود الى مواجهة عسكرية شاملة ستكون حتما أكبر مما يجري وجرى عل ساحة غزة حتى هذه الساعة .

النجدة الفرنسية القطرية للساحة اللبنانية التي تحمل عنوان الخروج من الشغور الرئاسي قد تحمل في طياتها مسعى له علاقة مباشرة بالحرب الصهيونية على غزة هاشم التي باتت حربا وحشية نادرة في التاريخ القديم والحديث ... وحيث تدافع عزة عن شرف الإنسانية جمعاء فضلا عن دفاعها عن شرف العرب والمسلمين والمسيحيين جميعا . لا تنسوا مشهد الصهاينة وهم يبصقون كلما مروا بمحاذاة كنيسة مسيحية في بيت المقدس .

أيمن حجازي