العدد 1592 /13-12-2023
قاسم قصير

لا تزال الاوساط الدبلوماسية في بيروت تتابع تداعيات معركة طوفان الاقصى والحرب الاسرائيلية على قطاع غزة والضفة الغربية وتداعياتها على دول المنطقة ولا سيما على الصعيد اللبناني وما يجري في جنوب لبنان .

ورغم اهتمام الجهات الدبلوماسية بمتابعة دور حزب الله وفرقة الرضوان ومصير القرار 1701 ، فقد ادى اعلان حركة حماس في لبنان عن انشاء " طلائع طوفان الاقصى " في المخيمات اللبنانية الى اثارة الكثير من الاسئلة حول دور هذه المجموعات في لبنان امنيا وعسكريا ، ورغم توضيحات مسؤولي حركة حماس بانها تعبوية وشعبية فان ذلك لا يلغي استمرار المخاوف الدبلوماسية من تطور الاوضاع الامنية في جنوب لبنان ومشاركة مجموعات جديدة في القتال .

ويضاف الى تلك الهموم التخوف من حصول عمليات امنية تطال المصالح الغربية والاميركية والاوروبية ، وعودة المجموعات الاسلامية المتشددة الى ممارسة نشاطاتها انطلاقا من لبنان والدول العربية الاخرى.

فما هي ابرز المخاوف الدبلوماسية اليوم في بيروت ؟ وهل يمكن ان تتطور الاحداث الامنية ويتم استهدف المصالح الاميركية والغربية في لبنان ودول المنطقة؟

الاهتمامات الدبلوماسية في بيروت

بداية ما هي ابرز الاهتمامات والمخاوف الدبلوماسية الاوروبية والغربية في بيروت اليوم ؟

من خلال اللقاءات مع الدبلوماسيين الغربيين والاوروبيين المقيمين في بيروت ومتابعة حركة الوفود الغربية القادمة الى بيروت ولا سيما الوفود الفرنسية ، يمكن الاشارة الى ابرز الاهتمامات والمخاوف التي يتم البحث حولها ومنها :

اولا : مصير القرار 1701 ودور حزب الله و قوة الرضوان في جنوب لبنان ، وهذا الموضوع يشكّل اولى اهتمامات الدبلوماسيين الغربيين حيث تطرح الاسئلة الكثيرة حول مستقبل هذا القرار وافق المواجهات في جنوب لبنان وهل يمكن العودة الى تطبيق القرار 1701 وانسحاب قوة الرضوان من منطقة جنوب الليطاني ، وبعض هؤلاء الدبلوماسيين يتخوفون من انزلاق الاوضاع الى حرب مفتوحة او قيام العدو الاسرائيلي بحرب واسعة على لبنان .

ثانيا : دور الفصائل الفلسطينية والمجموعات الاسلامية الاخرى في القتال في جنوب لبنان : حيث تطرح الاسئلة الكثيرة حول حور حركة حماس وحركة الجهاد الاسلامي وقوات الفجر التابعة للجماعة الاسلامية وامكانية انضمام مجموعات اخرى للقتال ، وقد اثار اعلان حركة حماس عن تشكيل مجموعات " طلائع طوفان الاقصى" الكثير من المخاوف لدى الاوساط الغربية ، ورغم التوضيحات التي اعلنتها حركة حماس حول دور هذه المجموعات فان ذلك لم يخفّف من المخاوف القائمة .

ثالثا : حول الوضع اللبناني الداخلي وتأثير المواجهات على الاوضاع الاقتصادية ومواقف مختلف الاطراف اللبنانية من التطورات في الجنوب وقطاع غزة وهل هناك معارضة حقيقية لدور حزب الله في الحرب والى اين ستؤدي الاحداث في المرحلة المقبلة وتأثير ذلك على الملفات الداخلية وخصوصا الانتخابات الرئاسية والتمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون .

المخاوف الامنية الجديدة

لكن اضافة الى الملفات التقليدية التي بدأت البعثات الدبلوماسية تتابعها منذ معركة طوفان الاقصى والحرب على قطاع غزة واندلاع المواجهة على الجبهة الجنوبية اللبنانية ، فان مخاوفا امنية جديدة بدأت تبرز لدى بعض الاوساط الدبلوماسية من خلال عودة بعض المجموعات الاسلامية المتشدّدة لاستهداف المصالح الاميركية والاوروبية والغربية في بيروت ، وذلك بسبب الدعم الاميركي والغربي المستمر للعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة .

وتتابع هذه الاوساط ما يجري في العراق من قيام مجموعات المقاومة الاسلامية في العراق باستهداف القواعد الاميركية في سوريا والعراق والسفارة الاميركية في بغداد ، اضافة للتظاهرات الشعبية التي تنطلق ضد السفارات الغربية في بيروت وبعض العواصم العربية والاسلامية.

لكن يبقى السؤال الذي تطرحه بعض الاوساط الدبلوماسية الغربية في بيروت : هل يمكن ان تتحول الاحتجاجات الشعبية الى عمليات امنية منظمة تطال المصالح الاميركية والغربية في بيروت ؟ وهل يمكن ان نشهد عودة نشاط بعض المجموعات الاسلامية المتشدّدة كما كان يحصل سابقا خلال الحرب على العراق او بسبب بعض الاحداث العالمية ؟ وهل لا يزال لتنظيم القاعدة او المجموعات النرتبطة به امكانية لتنفيذ عمليات امنية في لبنان والدول العربية والاسلامية ؟

كل هذه الاسئلة والمخاوف مطروحة لدى بعض الجهات الدبلوماسية والغربية في بيروت ، وان استمرار الحرب على قطاع غزة وعدم توقف الحرب المدعومة اميركيا وغربيا سيعيد الهواجس الامنية مجددا الى الاوساط الدبلوماسية وهذا يتطلب اما المسارعة بوقف الحرب او اتخاذ المزيد من الاجراءات الامنية لمنع العودة الى الحروب الامنية مجددا .

قاسم قصير