العدد 1605 /13-3-2024
بسام غنوم

في صباح أول يوم من أيام شهر رمضان المبارك أعلنت وزارة الصحة بغزة أن "الجيش الإسرائيلي ارتكب 7 مجازر في القطاع راح ضحيتها 67 قتيلا و106 مصابين خلال 24 ساعة".

تأتي هذه التصريحات في ظل عجز وتواطؤ عربي ودولي عن إيقاف المجازر بحق أهل غزة المحاصرين، ففي مناسبة شهر رمضان المبارك دعا العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، بمناسبة حلول شهر رمضان، المجتمع الدولي إلى "الاضطلاع بمسؤولياته" إزاء الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة منذ خمسة أشهر "لإيقاف الجرائم الوحشية وتوفير الممرات الإنسانية والإغاثية الآمنة".

بدوره هنأ الرئيس الأميركي جو بايدن مسلمي بلاده والعالم بمناسبة قدوم شهر رمضان، مشيرا إلى تزامنه هذا العام مع "لحظة ألم هائل" والحرب في غزة التي "سببت معاناة رهيبة للشعب الفلسطيني".

وتعهد بايدن ب "مواصلة الولايات المتحدة قيادة الجهود الدولية الرامية إلى إيصال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة عن طريق البر والجو والبحر"، بالإضافة إلى "مواصلة العمل دون توقف للتوصل إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار لمدة 6 أسابيع على الأقل في إطار صفقة إطلاق سراح الرهائن".

وكان الجيش الأردني الشقيق قد أعلن يوم الجمعة الماضي عن أن طائرات أردنية نفذت إنزالا جوية جديدة لمساعدات إنسانية لمواقع شمال غزة، بمشاركة طائرات عسكرية أميركية وفرنسية وبلجيكية وهولندية ومصرية.

وأدت عملية إلقاء طرود من طائرات على مدينة غزة إلى مقتل 5 أشخاص وجرح 10 آخرين، حسب مصادر طبية في غزة.

والسؤال الذي يطرحه المسلمون وكل الأحرار في العالم هو: ألا تستحي أميركا وأوروبا وقبلهم ملوك وزعماء الدول العربية والإسلامية من حجم النفاق الذي يبدونه تجاه أهل غزة؟

غزة المجاهدة الأبية في مواجهة مفتوحة مع العدو الصهيوني منذ السابع من أكتوبر، والعالم بدلا من أن يوقف آلة الإجرام والقتل الصهيوني في غزة يعمل على رفع الصوت لإغاثة أهل غزة.

لكن السؤال هو: هل أهل غزة بحاجة للمساعدات الغذائية أم هم بحاجة إلى رفع الظلم والعدوان الصهيوني القائم عليهم؟

أهل غزة يا قادة أميركا والعالم ويا قادة العرب والمسلمين قاموا بمعركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر من أجل المطالبة أولا بالاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني بأرضه ووطنه، وانتصارا لمقدسات المسلمين في القدس والمسجد الأقصى التي تنتهك يوميا من قبل جنود الاحتلال، ومن أجل رفع الحصار الظالم على غزة منذ 17 عشر سنوات، حيث تتحكم إسرائيل بدخول المواد الغذائية إلى غزة وكذلك بالماء والكهرباء والدواء، وبحركة الدخول والخروج من غزة، ولو كانت تستطيع منع الهواء عن أهل غزة لكانت فعلت ذلك، ومع كل هذا الإجرام الصهيوني المتمادي بحق أهل غزة لم يتحرك الضمير العالمي والعربي من أجل نصرة أهل غزة، واليوم وبدلا من وقف العدوان على غزة الذي يتم بغطاء عربي ودولي يتحدثون عن إرسال المساعدات إلى اهالي غزة.

لا أيها السادة غزة وكتائب القسام وقوى المقاومة عندما أطلقوا معركة طوفان الأقصى كانوا يريدون رفع الظلم والعدوان والحصار عن غزة وليس من أجل مساعدات غذائية وطبية، وأميركا وأوروبا والدول العربية التي تتباكى اليوم على أهالي غزة يعرفون أن غزة تريد رفع الحصار ووقف العدوان وإعادة الحقوق، وإطلاق سراح الأسرى في السجون الإسرائيلية، ومن يرسل إلى إسرائيل مئات الأطنان من الأسلحة والذخائر عبر الجسور الجوية والبرية منذ السابع من شهر أكتوبر الماضي، حتى تستمر إسرائيل بعدوانها وإجرامها في غزة، نقول له كفى كذبا ونفاقا.

والدول العربية والإسلامية التي تذرف دموع التماسيح بمناسبة شهر رمضان المبارك وتدعو المجتمع الدولي لوقف العدوان على غزة، نقول لهم أوقفوا أولا دعمكم للعدوان الإسرائيلي على غزة.

بالخلاصة نذكر زعماء العرب والمسلمين بحديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم: "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه".

والسلام على من اتبع الهدى.

بسام غنوم