العدد 1572 /26-7-2023

بسمة بركات

نظمت جبهة الخلاص الوطني التونسية المعارضة وقفة احتجاجية، اليوم الثلاثاء، رفضاً لسياسات الرئيس قيس سعيد، وللمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وسط العاصمة تونس، تزامناً مع إحياء عيد الجمهورية الذي يصادف 25 يوليو/تموز من كل عام.

وفي أجواء حرارة قياسية تجاوزت 40 درجة مئوية، رفع المحتجون شعارات من بينها: "يسقط يسقط الانقلاب"، "وحدة وحدة وطنية ضد الهجمة الشعبوية" و"ثورة ثورة ضد الانقلاب".

وتجمعت جماهير غفيرة في شارع الحبيب بورقيبة، معقل ثورة الياسمين التي أطاحت قبل أكثر من عقد من الزمن، بالرئيس الراحل زين العابدين بن علي، معلنة تحرر البلاد من الديكتاتورية.

لكن أحزاب المعارضة التونسية تقول اليوم إن الرئيس سعيد انقلب على دستور البلاد، وعمد إلى اتخاذ سياسات وإجراءات أعادت البلاد إلى زمن الاستبداد.

وقال قادة جبهة الخلاص إن النضال ضد الانقلاب متواصل، وإنهم متمسكون بالنضال السلمي من أجل العودة إلى الديمقراطية وإصلاح الأوضاع في تونس. وأضاف القادة أن "صمودهم" متواصل من أجل دولة القانون والمؤسسات.

وقال رئيس جبهة الخلاص الوطني، أحمد نجيب الشابي إن "رسالتهم الأولى للمعتقلين السياسيين في سجونهم، بأنهم (منظمو التظاهرة) يشعرون بمدى معاناتهم وآلامهم خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة"، مضيفا: "لن يرتاح لنا بال إلا بعد الإفراج عنهم".

وأضاف الشابي أن "السياسة تقاس بالنتائج، واليوم بعد عامين من الانقلاب، يمكن القول إن سلطة الانقلاب عمّقت الأزمة الاجتماعية والاقتصادية، وفشلت فشلاً مطلقاً في تحقيق أيّ من وعودها". ومضى قائلاً: "هناك حالة من الإفلاس غير مسبوقة تعاني منها البلاد سببها الجهل بحقائق الأمور وبالوضع المالي والأسواق العالمية".

وبين الشابي في حديث لـ"العربي الجديد"، أن الضغط الشعبي لا بد أن يستمر إلى حين إرغام السلطة على الذهاب إلى انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة، مشيراً إلى أن جبهة الخلاص تدعو منذ تأسيسها، القوى الديمقراطية، إلى توحيد الجهود وإلى تكوين حركة مشتركة تواجه الانقلاب وتفسح المجال للتنافس السياسي بعد ذلك.

وأوضح أن "المنافسة السياسية يجب أن تكون عن طريق الديمقراطية لكي تعود الحريات والحقوق" .

من جهته، قال عضو هيئة الدفاع عن المعتقلين السياسيين، المحامي سمير ديلو إنه لا يمكن الصمت أمام الأوضاع التي تمر بها البلاد، مضيفاً أن الحضور إلى شارع الثورة للاحتجاج سيستمر حتى لو كان العدد قليلاً.

وقال: "من كان غافلا عن الأزمة في 25 يوليو 2021، فإنه اليوم يعي جيدا خطورة الوضع، مشيرا إلى أن النضال السلمي مستمر".

وأشار ديلو في حديث لـ"العربي الجديد، إلى أن هيئة الدفاع تقدمت بمطلب جديد للإفراج عن المعتقلين السياسيين، مبيناً أن ظروفهم صعبة جدا خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة، حيث أصيب بعضهم بعوارض صحية.

وأضاف ديلو أن "حصاد سنتين من الانقلاب كارثي على جميع المستويات، الاقتصادية والاجتماعية، وعلى مستوى الحقوق والحريات".

بدورها، قالت نائبة رئيس البرلمان المنحل، سميرة الشواشي في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "السلطة تراكم الفشل تلو الفشل والتهديم تلو الآخر، وإن لديهم قناعة بأن الانقلاب إلى زوال، وأن الحقوق ستعود"، مشيرة إلى أنه لا بد من حوار مشترك يضم الجميع ويؤسس لديمقراطية حقيقية "لا تسمح بمغامرة جديدة كالتي حصلت في 25 يوليو 2021".

وأوضحت الشواشي أن النضال عبر الطرق السلمية يبقى هو الحل الأفضل، وأنه رغم مرور عامين على الانقلاب، فإن هناك تمسكاً بالعودة إلى الشرعية والديمقراطية. وقالت: "هذا يتطلب وقتا فلا استعجال في تصحيح المسار والذهاب إلى ديمقراطية مستقرة، كما في كل الثورات".

وقال الناطق الرسمي باسم حركة النهضة، عماد الخميري إن "جبهة الخلاص وهي تحتفل بذكرى الجمهورية تؤكد أن تونس جديرة بنظام جمهوري يقوم على توزيع السلطات واحترام الحقوق والحريات"، مضيفا في حديث لـ"العربي الجديد" أن "التونسيين ناضلوا طيلة تاريخهم من أجل الحقوق والحريات ولكن الانقلاب الذي حصل وقدم نفسه كمشروع بديل لإخراج تونس من أزمتها، زاد الوضع تعقيدا" .

ولفت الخميري إلى أن "هذا النظام قاد إلى عجز غير مسبوق ولأزمة متعددة الأبعاد"، مشددا على أن جبهة الخلاص "تجدد عهدها في النضال السلمي لاستئناف الحياة الدستورية وعودة الديمقراطية".