العدد 1596 /10-1-2024

تربك قرارات شركات الشحن العمليات التجارية الإسرائيلية مع العالم، مع تجميد بعضها العمليات، ورفع بعضها الآخر الأكلاف. إذ تشكل هجمات الحوثيين في البحر الأحمر على السفن الإسرائيلية وتلك المتعاملة مع الاحتلال صداعاً متزايداً في إسرائيل، خاصة مع إعلان عملاق الشحن الصيني "كوسكو" تجميد عملياته، فيما أبلغت شركة MSCوالتي تم تصنيفها مع شركة ميرسك كواحدة من أكبر شركتين للشحن في العالم، عملائها، أنها سترفع أسعار الشحن إلى إسرائيل من 3500 دولار لكل 20 قدما مكعبا و6000 دولار لكل 40 قدما مكعبا إلى 5000 دولار و7000 دولار على التوالي، وفق موقع "غلوبس" الإسرائيلي.

وكتبت شركة MSCللعملاء: "في الأسابيع الأخيرة، أصبح المرور عبر قناة السويس خطيرًا لأن البحر الأحمر ليس آمنًا. لقد أجبرتنا حوادث السفن التي تعرضت للهجوم على اتخاذ خطوة جذرية وإعادة توجيه السفن عبر رأس الرجاء الصالح. ونتيجة لذلك، تعطلت جميع الجداول الزمنية." وبعد إطالة أوقات الرحلات، ستتضمن الجداول الزمنية الجديدة خطوطاً أقل بكثير.

وتأتي خطوات MSCفي أعقاب كشف "غلوبس" أن شركة COSCOتوقفت عن الرسو في الموانئ الإسرائيلية تماماً. كوسكو هي رابع أكبر شركة شحن حاويات في العالم حيث تبلغ حصتها 11 في المائة من التجارة العالمية. وقد اتخذت شركة الشحن الصينية هذا القرار على الرغم من أنها أقل تهديداً من الشركات الأخرى في البحر الأحمر بسبب علاقات الحكومة الصينية مع إيران.

وقال موقع "غلوبس" إنه منذ ثلاثة أسابيع بدأت بكين تتصرّف بطريقة إشكالية تجاه إسرائيل. ومن وثيقة حصل عليها الموقع أنه في 17 ديسمبر/ كانون الأول ورد تحديث في إسرائيل مفاده أنه "نظراً للحرب، تسعى الجمارك الصينية إلى تأخير تصدير المواد الجمركية المصنفة في الفصلين 84 و85 إلى إسرائيل، بحيث لن يستخدمها الجيش الإسرائيلي". ويتناول الفصل 84 المفاعلات النووية والغلايات والآلات والأجهزة الميكانيكية بجميع أنواعها.

ويتناول الفصل 85 الآلات والمعدات الكهربائية وأجزاءها، وأجهزة تسجيل الصور والصوت التلفزيونية ومعدات الإنتاج، وقطع الغيار والملحقات الخاصة بهذه العناصر. وفي الوقت نفسه، أعلنت الشركة الإسرائيلية ZIM، التي تدير الخطوط بالتعاون مع كوسكو، أنها ستقوم بشكل مستقل بتشغيل الخطوط إلى جنوب فرنسا وكذلك جنوة وساليرنو في إيطاليا اعتباراً من 19 يناير/ كانون الثاني الحالي. وأشارت إلى أنه سيتم نشر الجداول الزمنية في الأيام المقبلة، حيث سينخفض ​​عدد السفن المتاحة بشكل أكبر ومن المرجح أن ترتفع الأسعار.

وقالت وزارة النقل الإسرائيلية الثلاثاء إنها تحاول استيضاح قرار شركة الشحن الصينية كوسكو بشأن ما تردد عن وقف الشحن إلى إسرائيل. وأضافت رداً على استفسار من وكالة "رويترز" أن "إدارة الشحن والموانئ تعمل مع الجهات المعنية لاستيضاح إعلان شركة الشحن الصينية وقف الإبحار إلى إسرائيل".

وسجل النشاط في ميناء إيلات الإسرائيلي الصغير على البحر الأحمر انخفاضاً كبيراً منذ بدء هجمات الحوثيين في نوفمبر/ تشرين الثاني. وقفزت أجور شركات الشحن البحري بين آسيا وأوروبا والأميركيتين، بنسبة وصلت إلى 173 في المائة منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بسبب أزمة البحر الأحمر القائمة.

جاء ذلك في تقرير صادر عن شركة "فرايتوس" متعددة الجنسيات والمختصة في عمليات الشحن ورصد البيانات المتعلقة بصناعة النقل البحر. وذكرت الشركة أن أسعار شحن الحاويات على المدى القصير، بين آسيا وأوروبا والولايات المتحدة، زادت بنسبة 173 في المائة، بفعل انخفاض الطاقة الاستيعابية، وذلك على إثر التهديدات المستمرة التي تطاول شركات الشحن في البحر الأحمر. وبلغ السعر الفوري لشحن البضائع في حاوية 40 قدماً من آسيا إلى شمال أوروبا الآن 4 آلاف دولار، صعوداً من متوسط 1900 دولار سابقاً، بحسب الشركة.

وزادت: "وبين أسواق آسيا والساحل الشرق الأميركي، ارتفعت الأسعار بنسبة 55 في المائة تقريباً، إلى 3900 دولار للحاوية التي يبلغ طولها 40 قدماً". وأوقفت بعض الشركات جميع عمليات العبور عبر البحر الأحمر مؤقتاً، وأعادت توجيه سفنها في المنطقة.

وتشير بيانات شركة "فورتسكا" لتتبع السفن إلى أن 32 ناقلة على الأقل حولت مسارها أو سلكت طريق رأس الرجاء الصالح بدلاً من استخدام قناة السويس، وهي في الغالب تلك التي استأجرتها الشركات التي أعلنت تعليق الإبحار في البحر الأحمر مؤقتاً، أو تلك التي تديرها كيانات أميركية أو مرتبطة بإسرائيل، وفق الشركة ذاتها.