العدد 1611 /1-5-2024
قاسم قصير

      في إطار سلسلة اللقاءات والنقاشات اللبنانية حول الدعوة لتطبيق القرار 1701 ووقف العمليات العسكرية على الجبهة الجنوبية دعا حزب القوات اللبنانية إلى لقاء سياسي موسع في مقر رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع في معراب يوم السبت في السابع والعشرين من نيسان، وكان الهدف الأساسي من اللقاء حشدا أكبر عدد ممكن من القوى السياسية والحزبية والشخصيات اللبنانية من أجل تبني الدعوة لتطبيق القرار 1701 ووقف العمليات العسكرية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي ودعم الشعب الفلسطيني ومناقشة ملف النازحين السوريين ومعالجة المشاكل الأمنية التي برزت خلال الفترة الأخيرة.
      فما هي أبرز نتائج لقاء معراب؟ وهل حقق الأهداف المطلوبة منه؟ وماذا عن الدعوات لتطبيق القرار 1701؟ وماذا عن معالجة ملف النازحين السوريين؟ وإلي تتجه الأوضاع في المرحلة المقبلة؟
     نتائج لقاء معراب وماذا حقق من أهداف؟
بداية ما هي أبرز نتائج لقاء معراب؟ وهل حقق الأهداف التي المطلوبة منه حاليا؟
من أجل تقييم لقاء معراب لا بد من دراسة القوى والشخصيات السياسية والحزبية التي شاركت فيه والنتائج التي صدرت عنه.
      فعلى صعيد الحضور تركزت المشاركة على عدد كبير من مسؤولي القوات اللبنانية ونوابها مع مشاركة ممثلة عن الرئيس السابق ميشال سليمان والنواب فؤاد المخزومي ووضاح الصادق واللواء أشرف ريفي وممثل عن حزب الكتائب وممثلين عن نواب آخرين مع حضور حزب الوطنيين الأحرار وبعض المجموعات الناشطة في إطار المجتمع المدني، في حين غاب الحزب التقدمي الاشتراكي والتيار الوطني الحر ومعظم القوى السنية الفاعلة واقتصر الحضور الشيعي على شخصيات إعلامية، فيما غاب منسق لقاء سيدة الجبل النائب السابق الدكتور فارس سعيد والنائب السابق الدكتور مصطفى علوش ونواب سابقون أرسلوا بيانا اعتراضيا ضد اللقاء، كما غاب الرئيس فؤاد السنيورة والرئيس أمين الجميل ومعظم قيادات قوى 14 آذار.
وعلى ضوء حجم الحضور فقد اعتبر الكثير من المراقبين أن اللقاء لم يستطع جمع قوى المعارضة التقليدية وغاب عنه الحضور السني والدرزي والشيعي وكذلك قسم كبير من القادة المسيحيين، مما جعله لقاء موسعا للقوات اللبنانية مع بعض الأصدقاء والحلفاء.
       وأما على صعيد البيان الصادر عنه والكلمات التي ألقيت خلاله فقد كانت دعوة صريحة لوقف أي عمل مساند للشعب الفلسطيني ولم يتضمن البيان أية إدانة واضحة للعدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني أو على لبنان، وكان التركيز فقط على تطبيق القرار 1701 ووقف العمليات عبر الحدود اللبنانية دون أية شروط مسبقة وهذا ما يريده العدو الصهيوني، مع أن معظم الوساطات الدولية وخصوصا الأميركية والفرنسية تقدم العديد من الإغراءات للبنان من أجل تطبيق القرار 1701 وتسعى لتحقيق المطالب اللبنانية وخصوصا وقف الاعتداءات الإسرائيلية وانسحاب الجيش الإسرائيلي من المناطق المحتلة وتقديم المساعدة الاقتصادية والعسكرية للبنان، وهذا ما لم يرد في البيان الختامي للقاء.
       ملف النازحين السوريين وافق المرحلة المقبلة
على صعيد ملف النازحين السوريين والمشكلات الناتجة عن التهريب دعا اللقاء إلى تعزيز الرقابة على كامل الحدود مع سوريا والعمل على ضبط المعابر الشرعية، وإقفال جميع المعابر غير الشرعية، التي يستمر عبرها تهريب السلاح والأشخاص والأموال البضائع والممنوعات والمجرمين.
       كما دعا إلى تنفيذ خطة مستعجلة وحاسمة لإعادة السوريين المقيمين على الأراضي اللبنانية بطريقة غير مشروعة إلى ديارهم، إنفاذا للاتفاقية الموقعة سنة 2003 بين الدولة اللبنانية والمفوضية العليا للاجئين، والتي لا تعتبر لبنان بلد لجوء، لأن بقاء هؤلاء ينسف أسس الكيان ويشكل قنبلة موقوتة باتت على شفير الانفجار.
       لكن اللقاء لم يحدد آلية إعادة النازحين ولم يطالب الجهات الدولية بالتعاون مع الحكومة اللبنانية من أجل تنفيذ هذه العودة عمليا مما يجعل مواقف اللقاء مجرد خطوات عامة أو تمنيات غير عملية.
      ومن خلال تقييم ما جرى في اللقاء والنتائج التي صدرت عنه يمكن القول إن هذا اللقاء سينضم إلى غيره من اللقاءات والنقاشات الحوارية اللبنانية حول القرار 1701 وملف النازحين السوريين ولن يتحول إلى مشروع سياسي فعلي لتحقيق الأهداف التي وضعها في ظل استمرار التحركات الدولية والإقليمية لوقف الحرب على قطاع غزة ووقف التصعيد على الجبهة الجنوبية وانتخاب رئيس جديد للجمهورية.
      وفي النتيجة سيبقى الوضع في لبنان مقفلا أمام الحلول العملية في ظل غياب الحوار الوطني الحقيقي وفي ظل استمرار الحرب على قطاع غزة، وكل هذه الدعوات واللقاءات لن تصل إلى أية نتيجة عملية إذا لم تتحول إلى مشروع وطني لبناني قادر على تقديم مقاربة جديدة للأزمات الداخلية والخارجية.
قاسم قصير