العدد 1611 /1-5-2024

انضم طلاب الجامعات الإيرانية إلى الحراك العالمي الداعم لغزة، والداعي إلى وقف حرب الإبادة الجماعية ضدها، مع تعطيل صفوف الدراسة لعدة ساعات، كما خرجت مسيرات حاشدة، اليوم الأحد، في الجامعات الإيرانية في 31 محافظة، خاصة في جامعات طهران، عقب صلاة الظهر، وسط مشاركة العديد من الأساتذة والموظفين، رافعين لافتات وشعارات نددت بجرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة والدعم الأميركي "اللامحدود" لها، ومطالبة بوقف الحرب والمجازر بحق الفلسطينيين.

طلاب الجامعات الإيرانية يدعمون غزة
وأعلن المشاركون وقوفهم إلى جانب الحراك الطلابي في الجامعات الأميركية للتضامن مع أهالي غزة، منددين بقمع الشرطة الأميركية هذا الحراك، وفق مقاطع مصورة بثها التلفزيون الإيراني وتداولتها شبكات التواصل الاجتماعي. ودعا الطلاب الإيرانيون نظراءهم في العالم إلى تكثيف الحراك الطلابي للضغط على الحكومات والدول، خاصة الولايات المتحدة الأميركية، لإجبار دولة الاحتلال الإسرائيلي على وقف الحرب على غزة وإيقاف المجازر بحق سكانها.
وأعلنت وزارة العلوم وتقنية المعلومات (التعليم العالي) الإيرانية، الأحد، تعطيل صفوف الدراسة في الجامعات الإيرانية في أنحاء البلاد لمدة ساعتين، من الثانية عشرة إلى الثانية ظهرا، ليتمكن الطلاب من المشاركة في الفعالية الداعمة لغزة.
وفي السياق، يقول أستاذ الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية في جامعة طهران، هادي برهاني، لـ"العربي الجديد"، إن الطلاب الإيرانيين خرجوا في العديد من الجامعات للتعبير عن تضامنهم مع الطلاب الأميركيين، مشيرا إلى أن ما يجري في جامعات العالم يكشف عن بوادر تشكيل حراك طلابي عالمي ضد الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، متوقعا أن يتحول هذا الحراك إلى هبّة طلابية عالمية عارمة، في حال نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي تهديداته بشن عملية برية واسعة في رفح، لافتا إلى أن مثل هذه الثورة الطلابية ستشكل معضلة كبيرة للحكومات الغربية.
ويضيف الأكاديمي الإيراني أن "الطلاب يمثلون اليوم الضمير الحي للمجتمعات الإنسانية، إذ أنهم عادة أول من يخرجون على الظلم والاضطهاد، وهو ما نشاهده اليوم في الحراك الطلابي الأميركي المناهض لإسرائيل وجرائمها وعدوانها على غزة"، مضيفا لـ"العربي الجديد" أن "الجامعات الأميركية والغربية كانت منذ القدم تشكل تحديا أمام الصهيونية في نشر أفكارها وتعاليمها، حيث سبق أن أكدت نتائج استطلاعات للرأي أن مستوى الدعم لإسرائيل في الجامعات الأميركية هو الأقل بين مختلف فئات المجتمع الأميركي، لكن لم يكن يتوقع أن يأتي يوم وتنتفض فيه هذه الجامعات في وجه السياسات الإسرائيلية واللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة الأميركية".
غير أن الجرائم الإسرائيلية المستمرة على مدى سبعة أشهر، خاصة ضد الأطفال والنساء، أشعل هذه الانتفاضة الطلابية الأميركية، وفق برهاني، الذي يؤكد أن هذا التطور الهام يحصل فيما كان الاحتلال الإسرائيلي على قناعة أنه بإمكانه تبرير جرائمه من خلال الآلة الإعلامية الهائلة التي يمتلكها، لكن عاملين أطاحا ذلك وأفشلا المخطط الإسرائيلي: الأول الانتشار الواسع لشبكات التواصل الاجتماعي، والعامل الثاني وجود الباحثين عن الحقيقة والموضوعية، والذين غالبا يتواجدون في الجامعات.