العدد 1573 /2-8-2023
قاسم قصير

انعقد في بيروت يومي 30 و31 تموز المؤتمر القومي العربي في دورته الثانية والثلاثين بحضور 180 شخصية عربية من 17 بلداً بينهم 13 دولة عربية من المحيط الى الخليج و4 دول من بلدان الاغتراب في تعبير واضح عن المكانة المتزايدة التي بات يمثّلها المؤتمر كمحاولة لتشكيل مرجعية شعبية عربية ملتزمة بالمشروع النهضوي.

وقد تناول المؤتمر قضايا العالم العربي وخصوصا القضية الفلسطينية ودور المقاومة في لبنان وفلسطين والتطورات في العالم العربي والتحديات التي تواجهها العديد من الدول العربية سواء على الصعيد الداخلي او الضغوطات الخارجية .

فما ابرز ما تناولته جلسات المؤتمر ؟ وابرز النتائج والمواقف الصادرة عنه؟

جلسات المؤتمر

تضمن اليوم الأول من يومي الدورة 32 للمؤتمر القومي العربي جلسة افتتاح تحدث فيها كل من الامين العام السابق للمؤتمر معن بشور والامين العام الحالي للمؤتمر الاستاذ حمدين صباحي والمنسق العام للمؤتمر القومي الاسلامي الاستاذ خالد السفياني وممثل المقاومة الفلسطينية الدكتور ماهر الطاهر وممثل المقاومة في لبنان السيد عمار الموسوي ومديرة مركز دراسات الوحدة العربية الاستاذة لونا ابو سويرح ومدير قناة الميادين الاستاذ غسان بن جدو وشخصيات اخرى ، وشهد المؤتمر جلستين للمناقشة العامة في ضوء "تقرير سياسي" هام أعدّه الدكتور زياد حافظ حول التطورات الدولية والاقليمية والعربية ، وجلستين أوّلهما حول "نحو جبهة عربية عالمية لمناهضة الامبريالية والعنصرية الصهيونية" في ضوء ورقة قدّمها الدكتور ماهر الطاهر وأخرى حول "القضية السودانية" أعدّها الدكتور محمد حسب الرسول .

في اليوم الثاني لدورة جنين في المؤتمر القومي العربي تركز البحث في أركان المشروع النهضوي العربي الست، الوحدة العربية، الاستقلال الوطني والقومي العربي، الديمقراطية، التنمية المستقلة والعدالة الاجتماعية، التجدد الحضاري، حيث قدم الدكتور محمد سعيد ادريس (مصر)، د. خالد شوكت (تونس)، أ. محمد احمد البشير (الأردن)، د. مصطفى المعتصم (المغرب)، أوراقاً بالتتالي مؤكدين على الطبيعة الفكرية والثقافية للمؤتمر جنباً الى جنب مع المضمون السياسي، وانطلاقاً من معادلة حرص المؤتمر منذ تأسيسه قبل 33 عاماً على الالتزام بها، وهي أن السياسة بدون ثقافة فراغ والثقافة دون سياسة ضياع.

وقد كانت الأوراق والمناقشات دليلاً آخر على المستوى الثقافي والسياسي الراقي للمؤتمر وللمشاركين فيه، فالثقافة والفكر يحصّنان السياسة مثلما تترجم السياسة السليمة الأفكار الى حقائق ووقائع وأفعال.

وقبل مناقشة مشروع البيان الختامي، ناقش المؤتمر أوضاعه التنظيمية وفق ورقة حول مبادرات المؤتمر ومواقفه ما بين دورتي انعقاد المؤتمر أعدتها مساعدة الامين العام للمؤتمر أ. رحاب مكحل (لبنان) كاشفة مواقف المؤتمر ومبادراته في العديد من القضايا والمواقف، ناهيك عن تقرير مالي مصدق من محاسب قانوني، بالإضافة الى عرض للتحضيرات الجارية لعقد الدورة الثلاثين لمخيم الشباب القومي العربي.

نتائج المؤتمر

لقد تميّز المؤتمر بتنوّع المنابت الفكرية والسياسية لأعضائه تحت سقف الالتزام بمشروع النهضة وحركة المقاومة وأسلوب الحوار الصريح والجريء، فتحوّل المؤتمر الى واحة ديمقراطية في صحراء يسودها تضييق مساحات الحوار وحرّية الرأي، واطاراً وحدوياً جامعاً في زمن التجزئة والتفرقة والتقسيم، ودعوة صادقة الى العدالة الاجتماعية في إطار تنمية مستقلة صاعدة،

ورغم الصعوبات التي يواجهها المؤتمر على الصعد السياسية والمالية والتضييق من قبل بعض الدول العربية ومحاصرته والهجوم الاعلامي عليه فقد استمرّ هذا المؤتمر في عقد دوراته السنوية أكثر من ثلث قرن وهو يزداد عدداً، وان كان يحتاج دوما للتطوير النوعي وفي اليات عمله .

ولقد حرص المشاركون في المؤتمر على الدعوة لمواكبة مختلف التطورات الدولية والاقليمية والعمل لمواجهة دعوات التقسيم والتأكيد على دعم المقاومة في لبنان وفلسطين ورفض كل اشكال التطبيع مع العدو الصهيوني.

كما اكد المشاركون على ضرورة حماية الديمقراطية ورفض الاعتقالات السياسية وضرورة العمل على مواجهة كل الدعوات للتجزئة والحروب الداخلية ، كما كان هناك على ضرورة اشراك الشباب في اعمال المؤتمر والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة وتطوير نشاطات اعضاء المؤتمر في كل الدول العربية.

ورغم كل الانتقادات التي توجه للمؤتمر وتراجع دور التيارات القومية في العالم العربي فان المؤتمر القومي العربي يبقى مساحة مهمة للعمل العربي الشعبي المشترك وللدفاع عن المقاومة وفلسطين ورفض كل اشكال التجزئة والتقسيم.

قاسم قصير