العدد 1574 /9-8-2023

توعد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بإعادة لبنان إلى العصر الحجري في أي حرب تدخلها مع حزب الله، وذلك بعد تكرر المناوشات مع الحزب اللبناني على الحدود بين البلدين خلال الأسابيع الماضية.

وقال غالانت "لا ترتكبوا خطأ، لا نريد حربا، لكننا مستعدون لحماية مواطنينا وجنودنا وسيادتنا".

ونقل موقع "تايمز أوف إسرائيل" الإخباري عن غالانت -خلال جولة على الحدود مع لبنان- دعوته للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله "بعدم ارتكاب أي خطأ". وقال -موجها كلامه له- "لقد ارتكبت أخطاء في الماضي ودفعت ثمنًا باهظًا للغاية، إذا تطور هنا تصعيد أو صراع سنعيد لبنان إلى العصر الحجري". وأضاف "لن نتردد في استخدام كل قوتنا إذا اضطررنا لذلك".

ولم يصدر بعد أي تعليق من حزب الله على التهديد الإسرائيلي.

ودأبت إسرائيل وحزب الله على إطلاق مثل هذه التهديدات منذ الحرب الأخيرة بينهما عام 2006، لكنها باتت أكثر حدة مؤخرا.

مخاوف إسرائيلية

وكانت صحيفة "إسرائيل اليوم" الإسرائيلية كشفت أمس الاثنين عن سيناريو متوقع يستعد لها الجيش الإسرائيلي في حال وقوع مواجهة مسلحة مع حزب الله.

وقالت إن "احتمالية نشوب حرب أخرى بين إسرائيل ولبنان عالية كما كانت دائمًا؛ نظرا لتزايد عدد الحوادث على الحدود الشمالية في الأشهر الأخيرة، فضلا عن استمرار الأزمة الداخلية في إسرائيل بشأن الإصلاح القضائي".

ويتوقع الجيش الإسرائيلي، في هذا السيناريو، أن يطلق حزب الله ما معدله ستةَ آلاف صاروخ يوميا خلال أيام الحرب الأولى، ليتراجع العدد إلى ما بين ألف وخمسمئة وألفي صاروخ بعد بضعة أيام من بدء الحرب، مشيرة إلى أن هذه المرة لن "تنحصر في جبهة واحدة فقط، بل ستكون متعددة الجبهات ومتداخلة، ومن غير المستبعد أن ينضم قطاع غزة أيضا إلى المعركة، وستنطلق منه كذلك صواريخُ باتجاه أهداف إسرائيلية، وستكون إسرائيل مطالبة بالتصدي للهجمات والعمليات في الضفة الغربية"، بالإضافة إلى هبة داخل الخط الأخضر وأراضي عام 1948.

إضافة إلى توقعات بأن يُقتل 500 مدني إسرائيلي، وآلاف الجرحى، وهذه الأرقام لا تشمل العسكريين. كما توقع الجيش أن يواجه صعوبات في حماية المواقع الحساسة التي ستكون هدفا للقصف مثل محطات الكهرباء والمصانع ومراكز التموين.

وأوضحت أن المنظومة الأمنية الإسرائيلية تعرف سيناريو الحرب مع حزب الله بالخطير والمرجح.

وخلصت الصحيفة -في نهاية تقريرها- إلى المخاطر العالية التي تواجهها إسرائيل خلال تلك الحرب التي تجعل من اليسير إدراك "إحجام الجيش الإسرائيلي عن الانجرار إلى حرب مع حزب الله، وأن يختار بدل ذلك ردود فعل معتدلة على استفزازاته".

يذكر أن مجلس الوزراء الإسرائيلي ناقش الأحد الماضي التوترات الأمنية مع حزب الله. ووفقًا لما ذكرته القناة 13 الإسرائيلية، فقد أكد مسؤولون في جيش الاحتلال للوزراء أنه "من الصعب تقييم ما تعنيه مواجهة محدودة مع حزب الله في الواقع الحساس الحالي"، مشددين على ضرورة التمييز "بين الخطط والأفعال الحقيقية لحزب الله وما يسمونه "استفزازات على السياج".

كما سعى القادة العسكريون الإسرائيليون لإبلاغ الجانب السياسي بأن "الشروع في خطوة قد يُنظر إليها في إسرائيل على أنها محدودة لكنها يمكن أن تتطور إلى حدث أوسع بكثير".