العدد 1576 /23-8-2023

انطلقت في جوهانسبرغ بجنوب أفريقيا، اليوم الثلاثاء، أعمال الاجتماعات الـ 15 لمجموعة "بريكس"، وسط توقعات بنظر الأعضاء في طلبات انضمام من جانب أكثر من 20 دولة، وبحث مشاريع لتعزيز الاستثمار في أفريقيا.

وقال رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا في كلمة الافتتاح، إن اقتصادات مجموعة "بريكس" تمكنت من رسم خطوط عريضة لتطوير علاقاتها المستقبلية، سعياً لازدهار شعوبها.

وذكر رامافوزا أن تحقيق الرفاهية الاقتصادية لشعوب الدول الأعضاء "يمثل الهدف الأكبر لهذا التكتل، عبر توسيع رقعة الاستثمارات في اقتصاداتنا.. هناك نمو في استثمارات الأعضاء داخل دول التكتل".

ويسعى أعضاء المجموعة المؤلفة من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا إلى تقوية التكتل ضمن جهود تأسيس نظام اقتصادي عالمي جديد، وزيادة الخطر على مجموعة السبع.

وأكد رامافوزا أن دول القارة الأفريقية مطالبة فوراً بالتوقف عن تصدير الثروات إلى الخارج بحالتها الخام، مضيفاً: "المطلوب هو تصدير المنتجات النهائية للأسواق العالمية".

وزاد: "الطاقة المتجددة، والبنى التحتية، والاتصالات، والرقمنة والتكنولوجيا، والإنشاءات، والنقل، تُعتبر مشاريع ذات قيمة مضافة مرتفعة في أفريقيا".

وقبيل انطلاق قمة "بريكس" أشاد الرئيس الصيني شي جين بينغ، بعلاقات بلاده مع جنوب أفريقيا، وتعهد بدفعها إلى "مستوى جديد"، وذلك خلال لقائه رامابوزا في العاصمة بريتوريا.

وقال شي: "اليوم وبينما نقف عند نقطة انطلاق تاريخية جديدة، فإن تعميق التعاون وتعزيز التنسيق يشكلان التطلعات المشتركة لبلدينا والمهام الجليلة الملقاة على عاتقنا".

وأضاف أن "مفتاح العلاقات الجيدة بين الصين وجنوب أفريقيا وصداقتهما العميقة، يكمن في حقيقة أن البلدين يتقاسمان السراء والضراء على مسارات التنمية الخاصة بكل منهما".

وأكد شي أنه "مستعد للعمل مع رامافوزا، لدفع الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين وجنوب أفريقيا إلى مستوى جديد".

بدوره، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تصريحات مسجلة أمام قمة "بريكس"، إن المجموعة تسير في طريقها لتلبية تطلعات معظم سكان العالم.

وأضاف: "نحن نتعاون على أساس مبادئ المساواة ودعم الشراكة واحترام مصالح بعضنا البعض، وهذا هو جوهر المسار الاستراتيجي لمجموعتنا و(هو مسار) موجه نحو المستقبل، وهو المسار الذي يلبي تطلعات القسم الأكبر من المجتمع العالمي.. ما يسمى الأغلبية العالمية".

وأكد أنّ العقوبات تعوق إمدادات الغذاء الروسية ومدفوعاتها المصرفية، مشدداً على أنّ التخلي عن الدولار كعملة عالمية عملية لا رجعة فيها.

ويمثل أعضاء مجموعة "بريكس" أكثر من 40% من سكان العالم. ومن المتوقع أن تناقش القمة إضافة أعضاء جدد، لكن بوتين لم يتطرق إلى هذه المسألة.

وسيتصدر ذلك جدول أعمال اجتماع القمة الرئيسي، التي ستعقد في منطقة ساندتون المالية في جوهانسبورغ يوم الأربعاء. وتقدمت أكثر من 20 دولة بطلبات للانضمام إلى الكتلة، وفقاً لمسؤولين من جنوب أفريقيا، بينها السعودية وإيران والإمارات.

وسيتعين على دول مجموعة بريكس الخمس الاتفاق على معايير الأعضاء الجدد قبل قبول أي دولة، ولكن ينظر إلى توسيع عضويات بريكس باعتبارها سياسة تفضلها الصين وروسيا وسط تدهور علاقاتهما مع الغرب.

أسست البرازيل وروسيا والهند والصين مجموعة بريكس عام 2009، وانضمت إليها جنوب أفريقيا عام 2010.

ويعد الاستثمار في أفريقيا وتطويرها أحد المحاور الرئيسة التي يناقشها أعضاء التكتل في الدورة الحالية، إذ تنعقد الاجتماعات تحت شعار "بريكس وأفريقيا"، بحسب ما أعلنته وزيرة خارجية جنوب أفريقيا ناليدي باندور.

و"بريكس" تكتل خرج إلى العلن عام 2006، وعقد أول اجتماعاته في العام 2009 ويضم دول الصين والبرازيل وروسيا والهند وجنوب أفريقيا، وتعتبر نفسها بديلاً عن الهيمنة الاقتصادية الغربية.