وسام الحجار

ما سرّ هذا اليوم وما سرّ الأحداث الجليلة التي حدثت فيه؟
- لنبدأ بذكرى استشهاد القائد ياسر عرفات.. ففي يوم 11/11 قتل المناضل الرمز ياسر عرفات مسموماً حسب أكثر التقارير الطبية والصحفية، في مستشفى عسكري بباريس، في تشرين الثاني 2004، بعد شهر من نقله جواً إليه عندما تدهورت حالته الصحية في مقرّه المدمر في رام الله، حيث كان محاصراً من قبل إسرائيل لأكثر من عامين ونصف العام.
ويكشف رئيس لجنة التحقيق الفلسطينية اللواء توفيق الطيراوي ظروف الوفاة لوكالة فرانس برس«أن اللجنة استطاعت التوصل إلى الشخص الذي نفذ اغتيال الرئيس الراحل».
واللافت في الموضوع ما صرّح به الرئيس محمود عباس مؤخراً في الخطاب الذي ألقاه في ذكرى استشهاد عرفات من رام الله، أن القائد ياسر عرفات قد قتل مسموماً من قبل أناس يعلمهم هو ولا يريد أن يخبرنا بأسمائهم، تاركاً الموضوع مفاجأة مدوّية سيطلقها في المكان والزمان المناسبين.
رحم الله «الختيار»، فقد كان صاحب الرصاصة الأولى ضد المحتل الاسرائيلي، ومات مسموماً على يد أقرب المقربين منه ومنها.
- ويصادف يوم 11/11 أيضاً يوم شهيد حزب الله، الذي اعتمدَ ذكرى عملية الاستشهادي أحمد قصير في 11 تشرين الثاني مناسبة سنوية لجميع شهدائه، ففي مثل هذا اليوم من عام 1982، اقتحم الاستشهادي أحمد قصير بسيارته المفخخة مقرّ الحاكم العسكري الإسرائيلي عند بوابة صور، مُسْقِطاً أكثر من 150 صهيونياً من الضباط وجنود العدوّ بين قتيل وجريح، فكان عمله فاتحة النصر على العدوّ وحروبه في العام 1993، 1996، والـ2000 يوم الاندحار الكبير، وصولاً الى حرب تموز عام 2006.
نقف هنا مع التاريخ المضيء لهذا الحزب المقاوم، لنرسل رسالة أسف واستنكار الى الوضع المأساوي الذي أوصل نفسه اليه، من حركة مقاومة اسلامية يفتخر بها القريب والبعيد، إلى ميليشيا تقاتل لحساب فئات طائفية، لتنضم إلى الألوية الشيشانية والباكستانية والأفغانية المذهبية، التي تقوم بقتل الشعب السوري البريء وتشريده من أرضه.
فالذي يُقتل وهو يقوم بتحرير أرضه، ليس كمن يُقتل وهو يقوم بإبادة شعب أعزل.
- أيضاً في هذا اليوم 11/11 تصادف ذكرى انطلاقة قناة القدس الفضائية، هذه القناة التي واكبتها منذ اليوم الأول لانطلاقتها حتى أضحت جزءاً مني وأضحيت أنا جزءاً منها. هذه القناة التي أطفأت في هذه السنة شمعتها الثامنة وأشعلنا معها شمعتنا التاسعة، حملت همّ القدس وفلسطين وأوصلته الى العالم، فعبّرت عن جراحات فلسطينيي الداخل والشتات.. هذه القناة شكلت جبهة مفتوحة مع العدوّ الاسرائيلي في جميع الحروب التي خاضــها، ابتــداءً من حرب الـ 2008 الى حرب الـ 2012 وصولاً الى حرب الـ 52 يوماً الأخيرة عام 2014 على غزة.. فشكلت القناة خلالها حجر عثرة في وجه تقدم آلة الحرب الاسرائيلية، وقامت بفضح ممارسته وأوصلت صورة الاجرام الى العالم، ساعة بساعة ولحظة بلحظة.. فما كان من الطيران الاسرائيلي إلا أن قام باستهداف مكاتبها بصواريخ الطائرات، ظناً منه أن باستطاعته اخفات الصوت المقاوم الحر.. لكن بفضل الله تعالى قامت القناة من تحت الانقاض أصلب عوداً، وها هي تضيء شمعتها التاسعة، وتضع نصب عينيها تحرير الأرض وإيصال الصورة التي يخاف منها المحتل.
فكل عام وقناة القدس وكوادرها في الداخل والخارج بألف خير، وكل عام وتبقى القدس وجهتنا والقدس والمسجد الأقصى موعدنا.
نسأل الله تعالى أن يعيد علينا هذا اليوم في العام المقبل، ونكون قد عرفنا من قتل الرئيس عرفات، وحزب الله رجع حزباً مقاوماً كما كان، وقناة القدس عادت الى القدس بعد تحريرها، فنحتفل بإضاءة شمعتها العاشرة من فلسطين.