العدد 1339 / 28-11-2018
قاسم قصير

شهدت بيروت يوم الاثنين في السادس والعشرين من شهر تشرين الثاني الحالي طاولة مستديرة دولية تحت عنوان : "دور روسيا في الحفاظ على الارث الثقافي للعالم العربي" ، ودعا للقاء السفارة الروسية في بيروت والمركز الثقافي الروسي في لبنان ، وشارك في الطاولة حشد من الشخصيات والخبراء الروس ومن لبنان وعدد من الدول العربية.

ومع ان الطاولة كانت بعنوان "الدور الروسي في الحفاظ على الارث الثقافي العربي" ، فقد تحولت الى حوار موسع حول الدور الروسي السياسي والعسكري والاستراتيجي والثقافي في لبنان والمنطقة وعلى الصعيد الدولي ، وتركزت المداخلات على تقييم الدور الروسي في سوريا والمنطقة ، والعلاقات الروسية بالشرق الاوسط ، نظرة المجتمع السوري للدور الروسي ، الاحداث السياسية في الشرق الاوسط وكيفية تحقيق الاستقرار والتنمية، سوريا اليوم من الحرب الى السلام ، كيفية تطوير العلاقات الروسية مع العالم العربي، المعايير الانسانية في السياسة الخارجية الروسية، دور روسيا في الحفاظ على الارث الثقافي العربي، الدور الروسي في لبنان وكيفية تطوير العلاقات بين البلدين، القوة الناعمة الروسية ودور الاعلام والشباب والتعليم في تعزيز العلاقات بين روسيا والعالم العربي، ومستقبل الدور الروسي في المنطقة.

نقاشات الطاولة المستديرة

اكدت معظم المداخلات على اهمية الدور الروسي في لبنان وسوريا والمنطقة وانعكاس ذلك على الصعيد الدولي ، وحرص المشاركون الروس ولا سيما السفير الروسي في لبنان الكسندر زاسيبكين على تأكيد حرص روسيا على التوازن في العلاقة مع كل الاطراف ولا سيما في سوريا ودعمها للحل السياسي والحاجة الى التوازن في العلاقات الدولية وعدم انفراد قوة دولية واحدة في التحكم في العالم.

وتميزت الحوارات والمداخلات بالعمق والموضوعية والصراحة والوضوح ، واكدت الطاولة وحجم الحضور المتنوع فيها على تزايد وتطور الدور الروسي في لبنان والمنطقة.

افاق الدور الروسي في المنطقة

لكن الى اين يتجه الدور الروسي في لبنان والمنطقة في المرحلة المقبلة؟

تقول مصادر مطلعة على الاجواء الروسية ان روسيا تنطلق في رؤيتها للبنان والمنطقة والعالم من الحاجة الى اعادة التوازن في العلاقات الدولية وابراز قوة جديدة تستند على التعاون مع دول المنطقة ولا سيما مصر وتركيا ، والسعي لاقامة منطقة اوراسيا وتعزيز التعاون مع ايران والصين ، واعادة رسم خريطة جديدة دولية واقليمية من خلال تعزيز العلاقات الاقتصادية والعسكرية والسياسية ، في ظل تراجع الدور الاميركي ونتائج الحرب في سوريا.

وتتوقع المصادر : ازدياد وتعزيز الدور الروسي في المرحلة المقبلة في كافة المجالات والسعي لاقامة علاقات متوازنة مع جميع الاطراف وعدم الانحياز لطرف دون اخر، وذلك بهدف احلال السلام وانهاء الحرب في سوريا والتوصل الى حلول سياسية لكل الازمات في المنطقة.

وتشير مصادر اسلامية مطلعة الى ان العلاقات الروسية مع الاطراف الاسلامية في لبنان وسوريا وفلسطين قد تطورت كثيرا , وان هناك لقاءات مكثفة بين بعض القيادات الاسلامية والمسؤولين الروس ، وان السياسة الروسية تحرص على الابتعاد عن الصراعات المذهبية والمساعدة في تخفيف التوترات في المنطقة سواء كان لها بعد سياسي او ديني.

اذن نحن امام تعاظم وتطور الدور اروسي في لبنان والمنطقة على اسس جديدة تراعي طبيعة هذه المنطقة وتنوعاتها السياسية والثقافية والدينية ، مما قد يساهم في اعادة التوازن الاقليمي والدولي ، وانهاء الاستفاراد الاميركي في ادارة شؤون العالم.

فهل تنجح روسيا في دورها الجديد ؟ ام ان الصراع الدولي والاقليمي سيأخذ المنطقة نحو حروب جديدة؟

قاسم قصير