العدد 1340 / 5-12-2018
قاسم قصير

في اطار التحركات السياسية لمواجهة حزب الله ، أعلن ناشطون سياسيون يوم الخميس 29 تشرين الثاني الماضي ، عن اطلاق اطار سياسي جديد باسم الهيئة التأسيسية لـ"التجمع من أجل السيادة" ، وقد ضمّت السادة المحامين: جورج سلوان، ريجينا قنطرة ، جوزف كرم ، والدكتورين: رامي فنج ومازن خطاب، والناشطين: أنطونيا الدويهي، حسين عز الدين، أحمد إسماعيل، حسين عطايا، والإعلاميين: علي الأمين، أسعد بشارة ونوفل ضو، والمحلل السياسي: خالد ممتاز.

الملاحظ ان هذا التجمع يضم شخصيات شيعية معارضة لحزب الله ، وبعض الناشطين السابقين في اطار قوى 14 اذار، ووجوها جديدة لم يكن لها اي دور سياسي فاعل سابقا.

فما هي اهداف هذا التجمع السيادي الجديد؟ وهل سينجح حيث فشل الاخرون من قوى سياسية وحزبية؟

اهداف التجمع الجديد

في مسودّة البيان التأسيسي للتجمع الجديد أكّد المشاركون "بعد أكثر من عشر سنوات من التنازلات لـ"حزب الله" تحت شعار "الحفاظ على الإستقرار" السياسي والإقتصادي والمالي والإجتماعي، يجد اللبنانيون أنفسهم اليوم أمام حال من عدم الإستقرار السياسي لا سابق لها في تاريخ لبنان المعاصر، وأمام انهيار اقتصادي مخيف، وأمام مخاطر جدية بالإفلاس المالي"...

وأشار البيان إلى أنّ "التجمّع من أجل السيادة" هو لقاء مفتوح لجميع اللبنانيين السياديين الراغبين في العمل لتحرير لبنا نمن سلاح حزب الله وهيمنته، ولاستعادة سيادة الدولة اللبنانية بكلّ الوسائل السلمية والديمقراطية التي ينص عليها الدستور اللبناني والمواثيق الدولية، وصولاﹰ إلى بناء دولة مدنية".

ودعا البيان إلى "التمسك بالتطبيق الكامل والحرفي للدستور اللبناني وقانون الدفاع الوطني والشق السيادي من اتفاق الطائف الذي ينص على حلّ جميع الميليشيات اللبنانيةوغير اللبنانية وتسليم أسلحتها"، وعلى "التطبيق الكامل لقرارات مجلس الأمن الدولي 1559 و1644 و 1680 و1701 وغيرها".

وأوضح البيان أنّ "الهيئة التأسيسية ل"التجمع من أجل السيادة" تتولى إجراء الإتصالات بكل القوى السياسية والحزبية وقادة الرأي والناشطين والمفكرين والمثقفين لتطوير عملها وتوسيعه وإيجاد السبل الكفيلة بتحقيق أهداف التجمع، وكذلك الإتصال بالبعثات الديبلوماسية المعتمدة في لبنان و بدوائر القرار العربية والدولية وبالجمعيات والمنظمات العربية والدولية الفاعلة والمؤثرة، وبالإنتشار اللبناني حول العالم".

لكن هل ينجح هذا التجمع السيادي الجديد حيث فشل الاخرون؟

يعتبر "التجمع من أجل السيادة" من اللقاءات اللبنانية المحدودة التي تتميّز بالتنوع الطائفي ، وهو يضم شخصيات من بيئات مختلفة ، ويشير المؤسسون للتجمع :"أنّ أيّ مشروع تحمله طائفة يبقى مشروعاً فئوياً، ومهما كانت الطائفة على حق في طرحه يبقى طائفياً وفئوياً إلى أن يتبناه الشعب اللبناني، فأي قضية مهما كانت محقة لا تتبناها جميع المناطق اللبنانية وجميع الطوائف اللبنانية وجميع الاتجاهات الفكرية فيلبنانتبقى قضية فئوية تخص فئة معينة.

ويؤكد المؤسسون : "هذا التحرك هو تحرك وطني وهو ليس بديلا عن لقاء قوى 14 اذار او غيره من التحركات الاخرى ، ونحن لسنا حزباً يريد أن يأخذ مكانه بين الأحزاب وعلى طاولة الحياة السياسية في لبنان، نحن مجموعة من قادة الرأي من الإعلاميين، المحامين والمثقفين الذين يريدون بناء وطناً بعيداً عن منطق السلاح وعن تغيير وتزوير الهوية اللبنانية من الناحية العربية أو الديمغرافية أو الثقافية أو الفكرية".

وحول دور التجمع يجيب بعض المشاركين فيه في حوار اعلامي : "هذا اللقاء مهمته أن يبني رأياً عاماً، أن يشرح للرأي العام اللبناني كما للرأي العام العربي والدولي حقيقة المشكلة اللبنانية، وأن يسعى إلى إقناع أكبر شريحة ممكنة بهذا الطرح، كما إلى إقناع الرأي العام العربي والدولي ومواقع القرار المحلية والعربية والدولية بأنّه يوجد في لبنان الواقع تحت احتلال السلاح واحتلال المشروع الإيراني، شعب غير موافق على هذا الطرح ، ويريد أن يتحرر وأن يبني دولة يتوافق فيها الجميع على قاعدة ديمقراطية".

لكن هل ينجح هذا التجمع السيادي الجديد في معركته السياسية والدبلوماسية والاعلامية ؟ يردّ المؤسسون للقاء : نحن تحرك مستقل و "لسنا مجموعة خلفها جماهير ولديها قرار بالنزول للشارع، نحن مجموعة قادرة على التأثير على الرأي العام من خلال كتابتها وعبر تصاريحها، اجتمعت واتفقت على مبادئ أساسية لا مواربة فيها، ومهمتنا اليوم إقناع الرأي العام بالعودة للدستور ولتطبيق اتفاق الطائف، أما هدفنا الأساسي فهو إعادة تقويم الحياة السياسية في لبنان وبرأينا ان السبب الرئيسي لكل ما يحصل في لبنان هو السيادة ، وبالتالي عندما نحلّ مشكلة السيادة كل المشاكل الأخرى سوف نجد لها حلولاً".

من خلال هذه الاجواء يبدو ان هذا التجمع سينضم الى سلسلة اللقاءات والتجمعات التي انشئت خلال السنوات الاخيرة بهدف الضغط على حزب الله او القيام بحراك اعلامي وسياسي يقدم وجهة نظر اخرى معارضة للحزب ، ومع ان بعض التحركات السابقة قد اتسمت بالبعد الطائفي او المذهبي وبعضها كان يحاول ايجاد تيار شيعي ثالث داخل الطائفة الشيعية في مواجهة حركة امل وحزب الله ، فان هذا التجمع حرص على اعتماد التنوع الطائفي والمذهبي ، لكن يبدو ان مهمته ستركز على الجوانب الاعلامية والعلاقات العامة ، مما سيطرح الكثير من علامات الاستفهام حول مدى نجاحه في مهماته ، الا اذا كان التأسيس مرتبطاﹰ بزيادة بعض الحملات العربية والدولية على الحزب في هذه المرحلة؟

قاسم قصير