العدد 1347 / 30-1-2019

أعلنت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) بدء مشاوراتها لتشكيل حكومة فلسطينية جديدة تضم فصائل منظمة التحرير دون مشاركة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) و حركة الجهاد الاسلامي ، على أن تكون مهمتها الإعداد لانتخابات تشريعية جديدة.

وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح حسين الشيخ في لقاء سابق مع تلفزيون فلسطين، إن الهدف تشكيل حكومة فصائلية وليس حكومة وحدة وطنية، التي كان من المقرر أن تٌشكّل تتويجا لإنهاء الانقسام، وإن الدعوة لها الآن تعني "القبول بالتقاسم الوظيفي مع حماس وتأبيد الانقسام".

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد أعلن في كانون الأول الماضي حلّ المجلس التشريعي لتعطله منذ الاقتتال الفلسطيني عام 2007، ودعا لانتخابات جديدة في غضون ستة شهور. وقال حسين الشيخ "لا يمكن السماح الآن بحالة فراغ في السلطة التشريعية"، ودعا إلى تشكيل حكومة فصائلية تعد للانتخابات.

ومن المتوقع أن تجتمع مركزية فتح مجددا اليوم الأحد لبحث تشكيل الحكومة الجديدة، بعد اجتماع عقدته الخميس لهذا الغرض برئاسة محمود العالول نائب رئيسها في رام الله.

مواقف الفصائل

وفي هذه الأثناء، أجرت الجزيرة نت استطلاعا في صفوف أربعة من فصائل منظمة التحرير بشأن المشاركة في الحكومة الجديدة، إلى جانب مواقف حركتي حماس والجهاد الإسلامي.

وبينما لم تتلق بعد معظم الفصائل اتصالات من فتح للمشاركة في الحكومة الجديدة، أجمع المتحدثون باسمها على رفض المشاركة أو الذهاب إلى انتخابات دون توافق وطني.

وقال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية ماهر مزهر إن الجبهة لن تشارك في حكومة فصائل المنظمة لأنها "ستزيد من الأزمة وتعمق الانقسام، كما أنها لن تكون جزءا في أي لجنة ستشكل لإدارة غزة". والجبهة لم تشارك في الحكومات الفلسطينية منذ إنشاء السلطة.

ودعا مزهر الرئيس عباس والأمناء العامين للفصائل إلى اجتماع عاجل للاتفاق على خطوات مواجهة ما تسمى "صفقة القرن" وتعزيز الشراكة الوطنية والإعداد لانتخابات شاملة. وقال إنه لن يكون بمقدور أحد أن ينجز الانتخابات دون توافق وطني كخطوة يجب أن تسبق الانتخابات التشريعية والرئاسية وانتخابات للمجلس الوطني.

وفي السياق ذاته، قال قيس عبد الكريم نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية إن التحضير لانتخابات شاملة لا بد أن يتم بعد حوار وطني لتوفير شروط إجراء هذه الانتخابات.

وقال عبد الكريم "إذا اعتقدت فتح أن حكومة الوحدة مع حماس ستكرس الانقسام القائم، فكيف سيكون الحال مع حكومة فصائلية من دون حماس؟".

حماس والجهاد

ومن خارج منظمة التحرير، وصفت حركة حماس تشكيل حكومة فصائل المنظمة بـ"الانتهاك الصارخ لاتفاقات المصالحة التي نصت على تشكيل حكومة وحدة وطنية تحضر للانتخابات العامة".

وقال الناطق باسم الحركة حازم قاسم إن الحكومة الفصائلية تعبر عن استمرار الخطوات الأحادية من الرئيس عباس، ووصفها بغير الشرعية لأنها "لن تحظى بتوافق وطني أو بموافقة المجلس التشريعي"، مضيفا "هذه حكومة فريق مقلّص في رام الله".

واتهم قاسم الرئيس عباس بعدم الالتزام باتفاقات المصالحة التي تقضي بدعوة المجلس التشريعي للانعقاد، بل عمل على حله، ولم يدعُ إلى اجتماع موحد للإطار القيادي لمنظمة التحرير. وقال إن انسداد أفق المصالحة جاء بسبب "طريقة تعاطي أبو مازن مع المشهد بتفرد تام".

وبدوره، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر حبيب إن الحكومة الفصائلية خطوة أحادية تفتقر للتوافق الوطني ولن تخرج الساحة الفلسطينية من مأزقها، معتبرا أن المصالحة ليست مستحيلة إذا صدقت النوايا، لكن وضع العراقيل والتمترس في المواقف الحزبية سيعقد الأمور ويجعلها صعبة.